الأستاذ: إدريس ميموني
1- المعجم اصطلاحا:
يعرف المعجم بكونه الكتاب الذي يعنى بجمع مفردات اللغة، وشرح دلالتها على نحو يتسم بالشمول والترتيب. ولا شك أن الاطراد في ترتيب المعجم ييسر طريقة الوصول إلى مفرداته التي يحتجها القارئ. وبتطبيق هذا المفهوم على العمل المعجمي العربي قديمه وحديثه، يتبين لنا أن معجميي العربية في معاجمهم اللغوية، قد نظروا إلى مفردات اللغة العربية على أنها مجاميع، تضم كل طائفة منها، عددا من الكلمات، ترتد جميعها إلى أصل واحد لا تخلو كلمة واحدة منها من أحرفه في الأغلب الأعم. فلو أخذنا كلمات من مثل ( نصر وتنصر وانتصر واستنصر وناصر وتناصر وناصر ومنصور ونصار وانتصار )، وجدناها ترتد إلى الأصل (ن ص ر) وهكذا.
وقد أطلق المعجميون إلى جانب مصطلح الأصل، مصطلحات أخرى هي الجذر بكسر الجيم أو فتحها، أو المادة الخام أو المادة اللغوية. وتسمى الكلمات المأخوذة من الجذر، الكلمات المشتقة، وهكذا فإن مفردات اللغة في أكثر المعاجم العربية تتوزع إلى طوائف أو اسر، تتكون كل منها من عدد من المفردات، لكل طائفة أو أسرة، أصل مشترك يتكرر في الأغلب الأعم في أفرادها جميعها، ويحافظ فيها على ترتيبه، الأمر الذي يجعل مفردات الطائفة كلها تشترك فيما بينها برباط معنوي مستمد من رابط الجذر بينها.
ويتخذ علماء العربية من هذه الخاصية، وسيلة يميزون بها بين الكلمات الأصلية، والأخرى الدخيلة فيها، فقد رأوا أن ارتباط الكلمة بغيرها من الكلمات التي تشترك معها في أصل واحد، دليل على عروبتها، وان وجودها وحيدة يرجح الشك في غربتها عن العربية، وقد جاء عنهم القول "إن منفعة الاشتقاق لصاحبه، أن يسمع الرجل اللفظة فيشك فيها، فإذا رأى الاشتقاق قابلا لها أنس بها، وزال استيحاشه منها" الخصائص ابن جني، 1/369.
وعلى هذا فإن الرجوع إلى المعجم العربي والنجاح في الوصول إلى مفرداته المطلوبة، يتطلب معرفة بتبيين الأحرف الأصلية التي تتكون منها المفردات، وإن شئت قلت، يتطلب تمرسا في خاصية الاشتقاق في العربية، التي اعتمدت الجذر مصدرا رئيسا تأخذ منه مفردات اللغة.
2 - طريقة استخراج الجذر من مفردات اللغة:
يتوجب على الباحث في المعجم العربي أن يتمرس في خاصية الاشتقاق المميزة للغة العربية، لكي يشتق لنفسه طريقا يستطيع من خلاله أن يتبين أحرف الأصل الذي ترتد إليه أفراد كل طائفة من مجاميع اللغة العربية، فالعربية يعقد بين أكثر مفرداتها سلسة نسب قائمة على اشتراك في الأصل، وهذا الأصل يغلب فيه أن يتكون من ثلاثة أحرف، وقد يتكون من أربعة أحرف أو خمسة.
لقد تناول علماء الصرف واللغة هذه الخاصية أيضا، وذلك في موضوعي الاشتقاق والمجرد والمزيد، لذا فعلى الباحث أن يعود إلى كتب الصرف وفقه اللغة، ليتعرف على الاشتقاق وأنواعه وأوزان المجرد والمزيد من الأفعال والأسماء، وذلك لما لهذا الأمر من فائدة في تيسير البحث عن حاجتنا من مفردات المعجم، فالفعل أو الاسم المجرد عند الصرفيين هو الأصل، أو الجذر عند المعجميين، وعليه فلا غنى لدارس العربية عن النظر إلى علوم العربية على أنها علوم يكمل كل منها الآخر.
وليس من الصعب التعرف على مكونات هذا الأصل، فليس على القارئ إلا أن ينظر في مفردات كل طائفة، ليتبين الأحرف التي تتكرر في كل منها ليستخرجها، ثم يختبرها بحذف حرف منها، واحدا واحدا، فان استقام له المعنى دونه كان هذا الحرف زائدا، وإن لم يستقم كان حرفا أصلا في الجذر، ولا يمكن الاستغناء عنه، ومثاله: الجذر( ض ر ب) فإذا حذفت منه حرف الضاد مثلا، سيبقى (ر ب)، وستجد أن هذا الجزء المتبقي لا يدل على معنى من معاني (الضرب) الذي يدل عليه هذا الجذر، فيعني أنه حرف أصيل.
وهكذا يمكن تعريف الجذر أو الأصل في المعجم، أنه طائفة من الأحرف التي لا يدل جزؤها على جزء من معناها المعروفة به. وتتكرر في الأغلب الأعم في أسرة المفردات المشتقة، مع المحافظة على ترتيبه فيها.
إن الأمر الهام الذي ينبغي للباحث إدراكه في المعجم العربي، أنه يتوجب عليه رد الكلمة التي يريد البحث عن معناها إلى أصلها المجرد، لأن تجريد هذا الجذر ومكوناته، ضروري لاستعمال معاجمنا العربية بصفة عامة. ومما يدل على هذه الأهمية أن علماء المناهج، يكتفون من الباحث إذا اقتبس من المعجم في بحثه، أن ينسب اقتباسه منه إلى جذره فقط، ولا يطلبون منه أن يشغل نفسه بذكر رقم الصفحة أو الجزء أو المجلد، كما يفعل عند الاقتباس من الكتب غير المعاجم، فكلمة استوثق مثلا يشار إلى موضعها في المعجم بذكر المؤلف واسم المعجم أولا ثم الجذر على هذا النحو: ابن منظور، لسان العرب: مادة (و ث ق)، وبذلك يكون تحديد الجذر، وسيلة إلى بيان موضع الكلمة في المعجم العربي، وهو أمر لا نراه صعبا على أهل اللغة العربية، فهم بسلائقهم الفطرية التي اكتسبوها من ممارستهم للغتهم، يمكنهم في أغلب الأحوال استخراجه، دون إجراء الفحص الذي أشرنا إليه.
وإليك أهم الخطوات المتبعة في البحث عن الكلمات في المعاجم العربية في:
1 - تجريد الكلمة من كل زيادة فيها
2 - رد ما قلب أو حذف أو نقل إلى أصله.
3 - رد ما أبدل إلى أصله.
4 - فك الإدغام .
1- المعجم اصطلاحا:
يعرف المعجم بكونه الكتاب الذي يعنى بجمع مفردات اللغة، وشرح دلالتها على نحو يتسم بالشمول والترتيب. ولا شك أن الاطراد في ترتيب المعجم ييسر طريقة الوصول إلى مفرداته التي يحتجها القارئ. وبتطبيق هذا المفهوم على العمل المعجمي العربي قديمه وحديثه، يتبين لنا أن معجميي العربية في معاجمهم اللغوية، قد نظروا إلى مفردات اللغة العربية على أنها مجاميع، تضم كل طائفة منها، عددا من الكلمات، ترتد جميعها إلى أصل واحد لا تخلو كلمة واحدة منها من أحرفه في الأغلب الأعم. فلو أخذنا كلمات من مثل ( نصر وتنصر وانتصر واستنصر وناصر وتناصر وناصر ومنصور ونصار وانتصار )، وجدناها ترتد إلى الأصل (ن ص ر) وهكذا.
وقد أطلق المعجميون إلى جانب مصطلح الأصل، مصطلحات أخرى هي الجذر بكسر الجيم أو فتحها، أو المادة الخام أو المادة اللغوية. وتسمى الكلمات المأخوذة من الجذر، الكلمات المشتقة، وهكذا فإن مفردات اللغة في أكثر المعاجم العربية تتوزع إلى طوائف أو اسر، تتكون كل منها من عدد من المفردات، لكل طائفة أو أسرة، أصل مشترك يتكرر في الأغلب الأعم في أفرادها جميعها، ويحافظ فيها على ترتيبه، الأمر الذي يجعل مفردات الطائفة كلها تشترك فيما بينها برباط معنوي مستمد من رابط الجذر بينها.
ويتخذ علماء العربية من هذه الخاصية، وسيلة يميزون بها بين الكلمات الأصلية، والأخرى الدخيلة فيها، فقد رأوا أن ارتباط الكلمة بغيرها من الكلمات التي تشترك معها في أصل واحد، دليل على عروبتها، وان وجودها وحيدة يرجح الشك في غربتها عن العربية، وقد جاء عنهم القول "إن منفعة الاشتقاق لصاحبه، أن يسمع الرجل اللفظة فيشك فيها، فإذا رأى الاشتقاق قابلا لها أنس بها، وزال استيحاشه منها" الخصائص ابن جني، 1/369.
وعلى هذا فإن الرجوع إلى المعجم العربي والنجاح في الوصول إلى مفرداته المطلوبة، يتطلب معرفة بتبيين الأحرف الأصلية التي تتكون منها المفردات، وإن شئت قلت، يتطلب تمرسا في خاصية الاشتقاق في العربية، التي اعتمدت الجذر مصدرا رئيسا تأخذ منه مفردات اللغة.
2 - طريقة استخراج الجذر من مفردات اللغة:
يتوجب على الباحث في المعجم العربي أن يتمرس في خاصية الاشتقاق المميزة للغة العربية، لكي يشتق لنفسه طريقا يستطيع من خلاله أن يتبين أحرف الأصل الذي ترتد إليه أفراد كل طائفة من مجاميع اللغة العربية، فالعربية يعقد بين أكثر مفرداتها سلسة نسب قائمة على اشتراك في الأصل، وهذا الأصل يغلب فيه أن يتكون من ثلاثة أحرف، وقد يتكون من أربعة أحرف أو خمسة.
لقد تناول علماء الصرف واللغة هذه الخاصية أيضا، وذلك في موضوعي الاشتقاق والمجرد والمزيد، لذا فعلى الباحث أن يعود إلى كتب الصرف وفقه اللغة، ليتعرف على الاشتقاق وأنواعه وأوزان المجرد والمزيد من الأفعال والأسماء، وذلك لما لهذا الأمر من فائدة في تيسير البحث عن حاجتنا من مفردات المعجم، فالفعل أو الاسم المجرد عند الصرفيين هو الأصل، أو الجذر عند المعجميين، وعليه فلا غنى لدارس العربية عن النظر إلى علوم العربية على أنها علوم يكمل كل منها الآخر.
وليس من الصعب التعرف على مكونات هذا الأصل، فليس على القارئ إلا أن ينظر في مفردات كل طائفة، ليتبين الأحرف التي تتكرر في كل منها ليستخرجها، ثم يختبرها بحذف حرف منها، واحدا واحدا، فان استقام له المعنى دونه كان هذا الحرف زائدا، وإن لم يستقم كان حرفا أصلا في الجذر، ولا يمكن الاستغناء عنه، ومثاله: الجذر( ض ر ب) فإذا حذفت منه حرف الضاد مثلا، سيبقى (ر ب)، وستجد أن هذا الجزء المتبقي لا يدل على معنى من معاني (الضرب) الذي يدل عليه هذا الجذر، فيعني أنه حرف أصيل.
وهكذا يمكن تعريف الجذر أو الأصل في المعجم، أنه طائفة من الأحرف التي لا يدل جزؤها على جزء من معناها المعروفة به. وتتكرر في الأغلب الأعم في أسرة المفردات المشتقة، مع المحافظة على ترتيبه فيها.
إن الأمر الهام الذي ينبغي للباحث إدراكه في المعجم العربي، أنه يتوجب عليه رد الكلمة التي يريد البحث عن معناها إلى أصلها المجرد، لأن تجريد هذا الجذر ومكوناته، ضروري لاستعمال معاجمنا العربية بصفة عامة. ومما يدل على هذه الأهمية أن علماء المناهج، يكتفون من الباحث إذا اقتبس من المعجم في بحثه، أن ينسب اقتباسه منه إلى جذره فقط، ولا يطلبون منه أن يشغل نفسه بذكر رقم الصفحة أو الجزء أو المجلد، كما يفعل عند الاقتباس من الكتب غير المعاجم، فكلمة استوثق مثلا يشار إلى موضعها في المعجم بذكر المؤلف واسم المعجم أولا ثم الجذر على هذا النحو: ابن منظور، لسان العرب: مادة (و ث ق)، وبذلك يكون تحديد الجذر، وسيلة إلى بيان موضع الكلمة في المعجم العربي، وهو أمر لا نراه صعبا على أهل اللغة العربية، فهم بسلائقهم الفطرية التي اكتسبوها من ممارستهم للغتهم، يمكنهم في أغلب الأحوال استخراجه، دون إجراء الفحص الذي أشرنا إليه.
وإليك أهم الخطوات المتبعة في البحث عن الكلمات في المعاجم العربية في:
1 - تجريد الكلمة من كل زيادة فيها
2 - رد ما قلب أو حذف أو نقل إلى أصله.
3 - رد ما أبدل إلى أصله.
4 - فك الإدغام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق